هذيان
صفحة 1 من اصل 1
هذيان
« صباح جميل .. ومشهد غير جميل !هذيان ..
هل تريد أن تكتب مسرحية ؟ تفضل هذه هي الطريقة ..
هذه المدونة لا حدود لها .. ليست من أجل أن تحتضن هذياني .. أوأن أجد فيها عزلتي التي أعشقها .. أو أن أبث فيها كل ما يجول بخاطري .. ولا حتى الإعلان بين حين وآخر عن أعمالي المختلفة .. ولكن أيضا من أجل تقديم الفائدة لمن يرغب فيها ..
وهنا بعض الإرشادات لكتابة المسرحية .. لمن يستهويه هذا الفن .. ويريد أن يكون كاتبا لهذا النوع من الأدب ..
أولا وقبل كل شيء لابد أن يكون لديك حب للفن المسرحي .
ثانيا : أن تجد في نفسك الرغبة للكتابة المسرحية .
** والآن دعونا نتعلم كيف نكتب مسرحية ..
بداية .. المسرحية تعتمد على ثلاثة عناصر :
= القصة أو الحبكة .
= الشخصيات .
= الحوار .
أولا : القصة والحبكة :
* يجب أن تكون القصة قابلة أن تتحول إلى نص مسرحي .. فليس كل قصة يمكن أن تصبح عملا مسرحيا مثل القصة التي تجري أحداثها في أكثر من مكان مالم يقرر الكاتب توحيد المكان أو تقليله إلى ثلاثة أماكن فأقل ..
* يجب أن تجيد تحويل الحبكة أو الفكرة إلى حبكة مسرحية .. بأن ترسم ابعادها وهيكلها كي تعرف ماذا تنوي أن تقوله في كل فصل أو مشهد .
* المشهد التمثيلي يختلف عن المسرحي .. لذا فإن تعابير الوجه ليست ركيزة في العمل المسرحي لأن وجه الممثل لن يكون قريبا من المشاهد بما فيه الكفاية ليطلع على انفعالاته وما يعترك في ذهنه .. لذا فإن الكاميرا في المشهد يمكن أن تنقل لك ذلك لكن في المسرح ستعتمد في ذلك على الحوار إما ممثل مع غيره أو مع نفسه ليخبر عما يدور في داخله .
* الحركة في المسرح ستكون على نطاق ضيق .. وليست كما يدور في المشاهد التمثيلية .. بل يجب أن تكون محددة لضيق المكان ولضمان عدم إرهاق الممثلين .
ثانيا : الحوار ..
لابد أن يكون لديك قدرة على كتابة الحوار .. وهنا يدخل فيه أشياء كثيرة منها :
* أن تجيد تقمص أنماط شخصيات مختلفة وطريقة تفكيرها وحديثها مثل الضابط - الفلاح - العامل - الأديب - الطبيب - الغفير - الغني .. ونحو ذلك من الشخصيات المختلفة .. فكل من الشخصيات السابقة تتحدث بطريقة مختلفة وبكلمات معينة .. فلا يمكن أن يتحدث شيخ عجوز بكلمات لغوية صعبة .. الفقير لن يتحدث كما يتحدث الغني .. الضابط لن يكون ضعيفا .. والمجرم لن يكون رقيقا .. طبعا هناك استثناءات لو احتاج النص إلى هذه التغيرات لطبيعة النص .
-* القدرة على تغيير دفة الحوار من الحدة إلى المرونة .. ومن الحزن إلى الفرح ونحو ذلك .
ثالثا : الشخصيات :
* ارسم أبعاد كل شخصية .. وطريقة تعاطيها مع الحدث ودورها في العمل ككل حتى تصل بالجميع إلى الذروة ثم النهاية .
* حاول تقليل الشخصيات ما أمكن ..
* لا تترك شخصية موجودة في المسرح بلا حوار أو هدف .
* خاول أن تذكر طريقة ومكان دخول وخروج كل شخصية لتسهل النص على المخرج والممثل .
* اهتم بالتعابير النفسية لكل شخصية وطريقة أدائها للحوار .. مثل :
الضابط : ( بانفعال ) أنت القاتل فسلم نفسك دون مقاومة ..
المجرم : ( بخوف ) أرجوك يا سيدي لا تطلق النار ..
وأخيرا .. وليس آخرا .. يجب أن تحوي المسرحية جذبا أو تشويقا أو إثارة ونحو ذلك ..
عموما الارشادات كثيرة ويمكن أن نتعرف على غير ما ذكرت من خلال النقاش المتوقع معكم ..
والآن دعونا نقوم بتجربة كتابة نص مسرحي ..
دعونا الآن نفكر في قصة تصلح أن تكون عملا مسرحيا .. فلنفكر في مشهد كوميدي .. خيمة بدوية .. أبو ليلى التي أحبها قيس وابنه جالسان أم الخيمة يتناقشان في أمور هذه الدنيا بتقنياتها الحديثة وذلك على ضوء ما يعرف اسقاط الحاضر على الماضي ..
سنبدأ المسرحية بذكر شكل الديكور ووقوف الشخصيات والاثاث وخلافه ..
بيت شعر عربي .. تكايات وسدو .. ويبدو أب وبجانبه ابنه .. ويمكن إضافة بعض الأثاث اللازم من تلفاز وثلاجة وخلافه ..
الأب : إنه صباح جميل يا حارث .. أليس كذلك ؟
حارث : بلى يا أبتاه .. الشمس مشرقة .. والسماء زرقاء وليس هناك غبار كالعادة ..
الأب : أين أخاك جساس ؟
حارث : لقد ذهب إلى الجامعة فلديه محاضرات مهمة اليوم ..
الأب : محاضرات ؟!
حارث : نعم .. فأنمت تعرف أنه في السنة الأخيرة له في الجامعة .. وسيتخرج هذه السنة ..
الأب : أعرف هذا .. ولكن لماذا لم تذهب أنت إلى الجامعة كذلك ؟
حارث : لقد مللت من هذه الدراسة يا أبي .. لقد كرهتها ..
الأب : كرهتها ؟!
حارث : نعم .. لقد كرهتها وأريد أن أتركها وأتوظف ..
الأب : تتوظف ؟! وهل الوظائف سهل الحصول عليها ؟! بل تحتاج ألف واسطة وواسطة
حارث : ولكن لدينا عمنا زهير الذي يعمل في مجلس شورى القبيلة ..
الأب : ولكن لا أريد أن أطلبه إلا في شيء مهم جدا ..
حارث : وهل هناك شيء أهم من الوظيفة ؟!
الأب : نعم يا بني .. هناك أشياء كثيرة أهم يا بني ..
حارث : مثل ماذا يا أبي ؟
الأب : مثل خدمة الدي اس إل .. فلقد وصلت هذه الخدمة إلى جميع القبائل المجاورة ولم تصلنا بعد ! بل لم يقوموا بالحفر أبدا لذا أحتاج إلى عمك زهير في هذه المسألة فأنت تعرف أني أعمل في سوق الأسهم أبيع واشتري وأحتاج إلى سرعة في الاتصال كي أقوم بعملياتي بسرعة بدل هذه الخدمة البطيئة ..
حارث : ولماذا لا تكلمه كي يسرعوا في الحفر فكل أصدقائي في الجامعة يتحدثون عن سرعات عالية في الاتصال وعن تحميلهم لأحدث الأفلام وأنا فقط استمع دون تعليق ..
الأب : أريد أن يتوسط لي في موضوع أكثر أهمية من ذلك ..
حارث : وهل هناك أهم من هذا الموضوع يا أبي ؟
الأب : نعم .. موضوع أخيك زيد الذي أنهى الثانوية العامة بتقدير ضعيف ويريد التسجيل في كلية الطب .. فقد أمضى المرحلة الثانوية في التسكع في شوارع مضاربنا .. ليصيبه الندم ويقرر إثبات وجوده ويدخل كلية الطب ليكون أول طبيب في العائلة ..
حارث : ولماذا لا تكلم له عمي زهير من أجله ؟
الأب : أود الاتصال به في موضوع أكثر أهمية من ذلك ..
حارث : وما هو يا أبي ؟
الأب : أنت تعرف أني أشكو آلاما في الظهر وقرر الطبيب لي أن أجري عملية على وجه السرعة وإلا تضاعفت الآلام وحدث مالا تحمد عقباه ولكن كل المستشفيات رفضتني بحجة عدم وجود سرير شاغر فيها ..
حارث : ولماذا لا تكلم له عمي زهير من أجل ذلك ؟
الأب : أود الاتصال به لموضوع أكثر أهمية من ذلك ..
حارث : وما هو يا أبي ؟
الأب : ( يشير إلى رجل ملثم يقترب ببطء من الخيمة ) من هذا يا بني ؟
حارث : ( ينهض ويتفحصه من بعيد ) هذا ابن عمي قيس ..
الأب : وماذا يريد يا ترى ؟
حارث : وهل هناك أمر غيره ؟
الأب : لقد جلب لنا العار هذا المجنون .. إلي به ..
حارث : تعالي يا قيس .. أبي يريدك
قيس : عمي ؟
حارث : ( بشدة ) نعم .. فتعال بسرعة ..
قيس : وهل لان قلبه أم مازال حجرا لا يلين ؟
الأب : ماذا لديك يا قيس ؟ لماذا تتسلل كاللصوص ؟
قيس : جئت أريد ..
الأب : ماذا تريد ؟ لا شيء لديك لتقوله ..
قيس : جئت أريد .. جذوة من نار ..
الأب : جذوة من نار !
قيس : نعم فقد أرسلتني أمي تريد أن تعد لي عشاء شهيا ..
الأب : لم نشعل نار اليوم .. فقد تعشينا وجبات سريعة .. فعد إلى حيثما كنت ..
حارث : أتريد ولاعة يا قيس ؟
قيس : بل أريد من أشعلت في قلبي النار ..
الأب : ألم ترتدع من أفعالك هذه ؟ فلقد جلبت لنا العار !
قيس : إنني أحب ليلى وأريدها زوجة لي يا عم ..
حارث : ولكنها مخطوبة وستتزوج قريبا ..
قيس : مخطوبة ؟!
الأب : نعم .. لذا كف عن أفعالك ..
قيس : غير معقول .. ( يسقط أرضا مغمى عليه )
الأب : أووه اتصل بالإسعاف حالا يا حارث ليحملوا هذا المجنون من هنا ..
حارث : ( يرفع الجوال ) ألوه الإسعاف ؟ أريدكم أن تأتوا حالا ..
يدخل رجلان يحملان ناقلة المرضى ..
رجل 1 : ها قد جئنا ..
رجل 2 : أين المصاب ؟
يتجهان نحو الأب ..
الأب : ليس أنا يا أغبياء .. بل هو الممدد أمامكم ..
رجل 1 : ( يتفحصه ) رجل ؟ يا لحظنا السيئ ..
رجل 2 : أمرنا إلى الله ..
رجل 1 : احمل يا وائل ..
رجل 2 : ضعه هنا يا هاني ..
يضعونه على السرير وعندما يهمون بحمله يسقط من السرير لأنه مثقوب .. لكنهما لا يهتمان فيخرجان ويتركانه ..
الأب : أتريد أن تعرف ما هو الموضوع الأكثر أهمية الذي أريد أن أكلم عمك من أجله ؟
حارث : نعم يا أبي ..
الأب : إنه واقع الإسعاف السيئ لدينا ..
إذن كما قرأنا .. حوار بين الأب وابنه .. اسقاطات مختلفة .. دي اس إل وجامعة و مستشفى في زمن قيس وليلى ..
أيضا يحتوي النص على مناقشة نقص الخدمات المختلفة وبطريقة غير مباشرة …
واشياء كثيرة يمكن أن تقرأها من خلال هذا النص ..
طبعا أنا هنا لا أدعي أستاذية في هذا المجال .. لكني أحببت أن أفيد من يرغب في كتابة هذا النوع من الفن ..
هل تريد أن تكتب مسرحية ؟ تفضل هذه هي الطريقة ..
هذه المدونة لا حدود لها .. ليست من أجل أن تحتضن هذياني .. أوأن أجد فيها عزلتي التي أعشقها .. أو أن أبث فيها كل ما يجول بخاطري .. ولا حتى الإعلان بين حين وآخر عن أعمالي المختلفة .. ولكن أيضا من أجل تقديم الفائدة لمن يرغب فيها ..
وهنا بعض الإرشادات لكتابة المسرحية .. لمن يستهويه هذا الفن .. ويريد أن يكون كاتبا لهذا النوع من الأدب ..
أولا وقبل كل شيء لابد أن يكون لديك حب للفن المسرحي .
ثانيا : أن تجد في نفسك الرغبة للكتابة المسرحية .
** والآن دعونا نتعلم كيف نكتب مسرحية ..
بداية .. المسرحية تعتمد على ثلاثة عناصر :
= القصة أو الحبكة .
= الشخصيات .
= الحوار .
أولا : القصة والحبكة :
* يجب أن تكون القصة قابلة أن تتحول إلى نص مسرحي .. فليس كل قصة يمكن أن تصبح عملا مسرحيا مثل القصة التي تجري أحداثها في أكثر من مكان مالم يقرر الكاتب توحيد المكان أو تقليله إلى ثلاثة أماكن فأقل ..
* يجب أن تجيد تحويل الحبكة أو الفكرة إلى حبكة مسرحية .. بأن ترسم ابعادها وهيكلها كي تعرف ماذا تنوي أن تقوله في كل فصل أو مشهد .
* المشهد التمثيلي يختلف عن المسرحي .. لذا فإن تعابير الوجه ليست ركيزة في العمل المسرحي لأن وجه الممثل لن يكون قريبا من المشاهد بما فيه الكفاية ليطلع على انفعالاته وما يعترك في ذهنه .. لذا فإن الكاميرا في المشهد يمكن أن تنقل لك ذلك لكن في المسرح ستعتمد في ذلك على الحوار إما ممثل مع غيره أو مع نفسه ليخبر عما يدور في داخله .
* الحركة في المسرح ستكون على نطاق ضيق .. وليست كما يدور في المشاهد التمثيلية .. بل يجب أن تكون محددة لضيق المكان ولضمان عدم إرهاق الممثلين .
ثانيا : الحوار ..
لابد أن يكون لديك قدرة على كتابة الحوار .. وهنا يدخل فيه أشياء كثيرة منها :
* أن تجيد تقمص أنماط شخصيات مختلفة وطريقة تفكيرها وحديثها مثل الضابط - الفلاح - العامل - الأديب - الطبيب - الغفير - الغني .. ونحو ذلك من الشخصيات المختلفة .. فكل من الشخصيات السابقة تتحدث بطريقة مختلفة وبكلمات معينة .. فلا يمكن أن يتحدث شيخ عجوز بكلمات لغوية صعبة .. الفقير لن يتحدث كما يتحدث الغني .. الضابط لن يكون ضعيفا .. والمجرم لن يكون رقيقا .. طبعا هناك استثناءات لو احتاج النص إلى هذه التغيرات لطبيعة النص .
-* القدرة على تغيير دفة الحوار من الحدة إلى المرونة .. ومن الحزن إلى الفرح ونحو ذلك .
ثالثا : الشخصيات :
* ارسم أبعاد كل شخصية .. وطريقة تعاطيها مع الحدث ودورها في العمل ككل حتى تصل بالجميع إلى الذروة ثم النهاية .
* حاول تقليل الشخصيات ما أمكن ..
* لا تترك شخصية موجودة في المسرح بلا حوار أو هدف .
* خاول أن تذكر طريقة ومكان دخول وخروج كل شخصية لتسهل النص على المخرج والممثل .
* اهتم بالتعابير النفسية لكل شخصية وطريقة أدائها للحوار .. مثل :
الضابط : ( بانفعال ) أنت القاتل فسلم نفسك دون مقاومة ..
المجرم : ( بخوف ) أرجوك يا سيدي لا تطلق النار ..
وأخيرا .. وليس آخرا .. يجب أن تحوي المسرحية جذبا أو تشويقا أو إثارة ونحو ذلك ..
عموما الارشادات كثيرة ويمكن أن نتعرف على غير ما ذكرت من خلال النقاش المتوقع معكم ..
والآن دعونا نقوم بتجربة كتابة نص مسرحي ..
دعونا الآن نفكر في قصة تصلح أن تكون عملا مسرحيا .. فلنفكر في مشهد كوميدي .. خيمة بدوية .. أبو ليلى التي أحبها قيس وابنه جالسان أم الخيمة يتناقشان في أمور هذه الدنيا بتقنياتها الحديثة وذلك على ضوء ما يعرف اسقاط الحاضر على الماضي ..
سنبدأ المسرحية بذكر شكل الديكور ووقوف الشخصيات والاثاث وخلافه ..
بيت شعر عربي .. تكايات وسدو .. ويبدو أب وبجانبه ابنه .. ويمكن إضافة بعض الأثاث اللازم من تلفاز وثلاجة وخلافه ..
الأب : إنه صباح جميل يا حارث .. أليس كذلك ؟
حارث : بلى يا أبتاه .. الشمس مشرقة .. والسماء زرقاء وليس هناك غبار كالعادة ..
الأب : أين أخاك جساس ؟
حارث : لقد ذهب إلى الجامعة فلديه محاضرات مهمة اليوم ..
الأب : محاضرات ؟!
حارث : نعم .. فأنمت تعرف أنه في السنة الأخيرة له في الجامعة .. وسيتخرج هذه السنة ..
الأب : أعرف هذا .. ولكن لماذا لم تذهب أنت إلى الجامعة كذلك ؟
حارث : لقد مللت من هذه الدراسة يا أبي .. لقد كرهتها ..
الأب : كرهتها ؟!
حارث : نعم .. لقد كرهتها وأريد أن أتركها وأتوظف ..
الأب : تتوظف ؟! وهل الوظائف سهل الحصول عليها ؟! بل تحتاج ألف واسطة وواسطة
حارث : ولكن لدينا عمنا زهير الذي يعمل في مجلس شورى القبيلة ..
الأب : ولكن لا أريد أن أطلبه إلا في شيء مهم جدا ..
حارث : وهل هناك شيء أهم من الوظيفة ؟!
الأب : نعم يا بني .. هناك أشياء كثيرة أهم يا بني ..
حارث : مثل ماذا يا أبي ؟
الأب : مثل خدمة الدي اس إل .. فلقد وصلت هذه الخدمة إلى جميع القبائل المجاورة ولم تصلنا بعد ! بل لم يقوموا بالحفر أبدا لذا أحتاج إلى عمك زهير في هذه المسألة فأنت تعرف أني أعمل في سوق الأسهم أبيع واشتري وأحتاج إلى سرعة في الاتصال كي أقوم بعملياتي بسرعة بدل هذه الخدمة البطيئة ..
حارث : ولماذا لا تكلمه كي يسرعوا في الحفر فكل أصدقائي في الجامعة يتحدثون عن سرعات عالية في الاتصال وعن تحميلهم لأحدث الأفلام وأنا فقط استمع دون تعليق ..
الأب : أريد أن يتوسط لي في موضوع أكثر أهمية من ذلك ..
حارث : وهل هناك أهم من هذا الموضوع يا أبي ؟
الأب : نعم .. موضوع أخيك زيد الذي أنهى الثانوية العامة بتقدير ضعيف ويريد التسجيل في كلية الطب .. فقد أمضى المرحلة الثانوية في التسكع في شوارع مضاربنا .. ليصيبه الندم ويقرر إثبات وجوده ويدخل كلية الطب ليكون أول طبيب في العائلة ..
حارث : ولماذا لا تكلم له عمي زهير من أجله ؟
الأب : أود الاتصال به في موضوع أكثر أهمية من ذلك ..
حارث : وما هو يا أبي ؟
الأب : أنت تعرف أني أشكو آلاما في الظهر وقرر الطبيب لي أن أجري عملية على وجه السرعة وإلا تضاعفت الآلام وحدث مالا تحمد عقباه ولكن كل المستشفيات رفضتني بحجة عدم وجود سرير شاغر فيها ..
حارث : ولماذا لا تكلم له عمي زهير من أجل ذلك ؟
الأب : أود الاتصال به لموضوع أكثر أهمية من ذلك ..
حارث : وما هو يا أبي ؟
الأب : ( يشير إلى رجل ملثم يقترب ببطء من الخيمة ) من هذا يا بني ؟
حارث : ( ينهض ويتفحصه من بعيد ) هذا ابن عمي قيس ..
الأب : وماذا يريد يا ترى ؟
حارث : وهل هناك أمر غيره ؟
الأب : لقد جلب لنا العار هذا المجنون .. إلي به ..
حارث : تعالي يا قيس .. أبي يريدك
قيس : عمي ؟
حارث : ( بشدة ) نعم .. فتعال بسرعة ..
قيس : وهل لان قلبه أم مازال حجرا لا يلين ؟
الأب : ماذا لديك يا قيس ؟ لماذا تتسلل كاللصوص ؟
قيس : جئت أريد ..
الأب : ماذا تريد ؟ لا شيء لديك لتقوله ..
قيس : جئت أريد .. جذوة من نار ..
الأب : جذوة من نار !
قيس : نعم فقد أرسلتني أمي تريد أن تعد لي عشاء شهيا ..
الأب : لم نشعل نار اليوم .. فقد تعشينا وجبات سريعة .. فعد إلى حيثما كنت ..
حارث : أتريد ولاعة يا قيس ؟
قيس : بل أريد من أشعلت في قلبي النار ..
الأب : ألم ترتدع من أفعالك هذه ؟ فلقد جلبت لنا العار !
قيس : إنني أحب ليلى وأريدها زوجة لي يا عم ..
حارث : ولكنها مخطوبة وستتزوج قريبا ..
قيس : مخطوبة ؟!
الأب : نعم .. لذا كف عن أفعالك ..
قيس : غير معقول .. ( يسقط أرضا مغمى عليه )
الأب : أووه اتصل بالإسعاف حالا يا حارث ليحملوا هذا المجنون من هنا ..
حارث : ( يرفع الجوال ) ألوه الإسعاف ؟ أريدكم أن تأتوا حالا ..
يدخل رجلان يحملان ناقلة المرضى ..
رجل 1 : ها قد جئنا ..
رجل 2 : أين المصاب ؟
يتجهان نحو الأب ..
الأب : ليس أنا يا أغبياء .. بل هو الممدد أمامكم ..
رجل 1 : ( يتفحصه ) رجل ؟ يا لحظنا السيئ ..
رجل 2 : أمرنا إلى الله ..
رجل 1 : احمل يا وائل ..
رجل 2 : ضعه هنا يا هاني ..
يضعونه على السرير وعندما يهمون بحمله يسقط من السرير لأنه مثقوب .. لكنهما لا يهتمان فيخرجان ويتركانه ..
الأب : أتريد أن تعرف ما هو الموضوع الأكثر أهمية الذي أريد أن أكلم عمك من أجله ؟
حارث : نعم يا أبي ..
الأب : إنه واقع الإسعاف السيئ لدينا ..
إذن كما قرأنا .. حوار بين الأب وابنه .. اسقاطات مختلفة .. دي اس إل وجامعة و مستشفى في زمن قيس وليلى ..
أيضا يحتوي النص على مناقشة نقص الخدمات المختلفة وبطريقة غير مباشرة …
واشياء كثيرة يمكن أن تقرأها من خلال هذا النص ..
طبعا أنا هنا لا أدعي أستاذية في هذا المجال .. لكني أحببت أن أفيد من يرغب في كتابة هذا النوع من الفن ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى